الأحد، 1 أبريل 2012

ارادة الحقيقة والتحول المعرفي


لقد تغير العالم اليوم من حولنا بوجوهه الثلاثة   :المعرفة،والثروة،والسلطة. العالم يتغير على الصعيد الواقعي وعلى صعيد الأفكار. تغير المشهد الكوني على نحو تغيرت معه جغرافية العقل وعلاقات القوى بقدر ما تغير نمط العيش ومنظومة التوصيل فأصبح دور المثقف تشخيص الواقع بلغة مفهوميه أو المساهمة في بلورة قيم مشتركة ومعيارية تبادلية.وأصبح الفكر يرفض الشمولية، مركزا على الجزئيات والهوامش المحددة والمحلية. ينبذ اليقين المعرفي برفض المنطق التقليدي القائم على تطابق الدال والمدلول، أي تطابق الأشياء والكلمات.إذ يلح فكر ما بعد الحداثة على إسقاط نظم السلطة الفكرية الحديثة وعلى إسقاط نظم السلطة في المجتمع في الجامعة، في الآداب والفنون، وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية،والإطاحة بمشروعية القيم المفروضة من قبل الأنظمة والمؤسسات الاجتماعية كافة.لكن التفكير في الحداثة والتحديث السياسي في العالم العربي يتطلب جهداً بحثية جماعية مركبة، يتم فيه الاهتمام بالفكر مترجماً في المشاريع الإصلاحية وبرامج التحديث، و تتم فيه العناية بجوانب الممارسة الفعلية التي يفترض أنها تترجم بطريقة أو بأخرى نوعية الاختيارات المفكر فيها، لتبني بلغة الواقع والتجربة أنظمة السياسية وأنماط التدبير السياسي
أما الحداثة السياسية فإنها تقدم في نظرنا أفقاً في النظر والعمل يُمكِّن العرب في حال بنائه وإعادة بنائه من تهديم أوثانهم القديمة والجديدة، ويسعفهم بتقويض دعائم الاستبداد السياسية، ومختلف أشكال الحكم المطلق، والهدف فسح المجال أمام مُختلف المبادرات القادرة على تطوير نظرنا السياسي في مجالات السلطة والسياسة والحكم، حيث يصبح من الممكن إبداع فكر سياسي جديد مطابق لطموحاتنا المتعلقة ببناء حياة مشتركة متكافئة وعادلة. وتحقق مفهوم الشراكة السياسية والاقتصادية في بناء الوطن وإدارته يقتضي إلغاء كل أشكال الإقصاء والتمييز‏,‏ ويقتضي الشفافية في الإدارة وتسيير الشؤون العامة‏,‏ ووجود عقد اجتماعي‏-‏ سياسي ينظم العلاقة بين مختلف الدوائر والقطاعات‏,‏ حتى تنتظم جميع الكفاءات الوطنية في مشروع البناء والعمران‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق