الثلاثاء، 3 أبريل 2012

د. محمد العبيدي

كوديا .... الرئيس الثاني عشر
د. محمد العبيدي
 
هو الرئيس الثاني عشر من سلالة لجش ، الثانية حكم ارض النهرين من ( 2144 - 2124 ) . له تماثيل عديدة من حجر الديوريت ، والتي وجدتها البعثة الفرنسية المنقبة ، في منطقة تلو بالقرب من مدينة الناصرية ،وموجودة الآن معظمها في متحف اللوفر في فرنسا ، أما في العراق هناك تمثال واحد لاغيره شاهدناه قبل أحداث الرافدين في 2003 .
كوديا : كان محبا للعمران والآداب والفنون وقد شيد الكثير من المعابد ، ونصب العديد من التماثيل ووسع التجارة إلى البحرين وجنوب الجزيرة العربية .
له نصوص تاريخية وأدبية ودينية هامة ، هي التي أنارت لنا الطريق لمعرفة تاريخ الرافدين في فتراته المظلمة ، وبعده خلفه ابنه ( أور ننجر سو )  مقتبس: كنوز المتحف د . فرج بصمه جي    
لو نظرنا إلى فلسفة التاريخ ، من خلال الدراسة التحليلية وفق مفاهيم فنية نتطرق إلى العلاقات ، التي تشكلها الوظيفة الأيدلوجية للرئيس وماهي المفردات التي حركت أفعاله والتي من ورائها جاء التعامل المؤسس مع شعبه . هل هي من خلال الأعمار    ؟ أم من خلال حبه للفنون ؟ أم الآداب ؟ ....
الدكتور العزيز : عامر عبد زيد  حلل إشكالية فلسفة التاريخ بتقسيم معرفي أغنى به فكر الحقبة التاريخية التي تنتمي إليها دول بلاد الرافدين ،
•1-   وحدة الإشكالية
•2-   تاريخية الفكر
وقدم بعدها فروض لآلية التفكير التي نشأت داخلها ( فلسفة التاريخ )
لان هذه الآلية هي التي أسهمت في تشكيل عناصر متعددة وعلى رأسها أسلوب الممارسة النظرية .
والرئيس كوديا ، عمل في منظومة من علاقات تتناسق مع شبكة عمليات سمحت للرئيس أن يستنتج انه لامجال الافي خدمة شعبه ، ولابد من عقد علاقات مماثلة يبين فيها أن يزيل كل من عنده اتجاه الآخر ، هذا لم يكن له مشكل سياسي فلا بد من أن تكون هناك استقرار للذهنيات والمواقف الأساسي اتجاه شعبه .
قسم الأمر السياسي عنده إلى وحدات كبرى بعيدا عن الأمور الصغيرة ، وعمل على الترابط فيما بينها  هذه الأمور كانت تعمل عند الرئيس قبل آلاف السنين تفكير معمول ضمن فرضيات ، أدت إلى التطور المعرفي ، التي جاء من اجلها الرئيس وكانت أدبياته مكتوبة ، لم تعارض التصورات السابقة له ، لأنه درج كل المفاهيم واستفاد من أخطائها ، لم يكن محاربا طيلة فترة وجوده وإنما الاهتمام بالعمران وحبه للآداب والفنون كان سائدا في حكمه ، حل الإشكالية وجعل لها حقل معرفي ذات مضمون انفصل نوعا ما عن إشكالية اللعب في دائرة المعتقد الديني ، والذي كان الفن خاضع لعامل  المعبد كونه اثبت مفهوميه هذا الأمر ، وأسس واحدة من أهم العوامل الثقافية . ولذلك كان لانتشار تماثيله أمر في غاية الأهمية ، وبلباس الحكم الذي يعطي صفة الخشوع لوجود سلطة الحكم ، الذي شكل من وراءها سياسة بلده .
  قلبه للجمال كرس نجواه
وللون والشذى والنقاء
  ليطيق الأذى ويحلم بالكون
طهورا مضوا الانداء
نازك الملائكة
ولنذهب إلى اللوفر ونفتح قلبك ، أيها الرئيس ونستقدمك إلى المعاصرة إلى ذائقتيها ونقيم حوارا بين الثقافات ، ولاسيما نحن في صراع مع الحضارات ولكن الأساليب الفنية عبر تاريخ الرافدين كفيل في أن يحطم ، كل الاسيجة الكونكريتية ونخرجك من لوفرك إلى النور ، ولا تبقى مقيدا لأنك علمتنا ضمن تجاربك وخبرتك أوسع المعارف والثقافات والفنون ، لذلك يرى الكاتب لابد من وضع الأمور في نصابها الصحيح في الفن والثقافة والآداب ، ولاندع حكمها انطلاقة فكر معاصر تهيمن عليه عوامل وأسس العولمة .
هذا الرئيس وتمثاله وقع الآن في دائرة الرؤية وهل لباسه نظيف لم تأكله الأتربة هناك ، لأقول لك قم وانهض ولا تبقى هناك تهيمن عليك أفكار لم تؤمن بها ،تماثيل كوديا تعطيك مغزى دلالي من التماثيل الأخرى ، تراه شعلة من تكثيف الأفكار بخطاب معلن وبلاغة تكوين أدائية قل نظيرها في الفنون القديمة ، والفنان النحات الرافد يني اكسبها فعل أسطوري ليعطيها نوع من المهابة ، ومن ثم لم تكن مثقلة بالرموز وإنما رشقها بترتيب معين حتى الخامة المستعملة ثقيلة ومن منشأ نادر ماتصنع بها التماثيل ، هذه كانت ربما مجازاة الفنان للرئيس الذي أحب الفن والآداب والعلوم ، ودعم الأفكار التي تعمل بهكذا اتجاه . الأمر الثاني هو الجلوس والكتابات الموجودة التي ارتكزت بأمر هام ، هو الوجود الواقعي لعملية التشكيل التي تبدو لي كما هي ولم يتغير منها شيء من ذلك الزمان ، وإبداع التعبير مستقدم هو الآخر من أمره الواقعي ، لان مجموعة الأفكار موجودة حتى في طريقة الجلوس الرائعة التي الفت ودخلت جوهر العمل النحتي دون استئذان من البصيرة .
أما الأخير من تحليلي المتواضع ، لا أريد أن نبرز كوديا رئيسا يحل تعقيدات الشكل الفني وما نراه في الفكر المعاصر ، ولكن هذا العمل هو كفيل بان يكون احد حلول إشكاليات التقبل والاستقبال والتلقي والاستجابة الجمالية في أي زمان وأي مكان ، مادام نعت بصفة الرئيس وليس الملك .

هناك تعليق واحد: